أسمهان.. والأمير حسن!

أسمهان.. والأمير حسن! - نعيم المامون

كانت أسمهان.. وهي في مصر.. وقد بلغت سنّ الصّبا.. تحسّ بالضّياع.. وكان هذا الشّعور «نابعاً من ضيقها بحياة الفقر الّتي تعيشها هي وعائلتها، والّتي لا تليق بأصلها وفصلها وحسبها ونسبها ولا بالأمراء والأميرات الّتي هي منهم».. ولا شكّ «أنّ زواجها من قريبها، وأحد أبرز أمراء عائلتها الأمير حسن الأطرش، كان هو نقطة التّحوّل الهامّة في حياتها، لأنّها بعد هذا الزّواج محت الأحزان الّتي كانت تغلّف صفحات أيّامها ولياليها، وأعادت إليها الثّقة بنفسها، وجعلتها تزهو من جديد بأنّها إحدى أميرات الجبل»..
وعندما جاء الأمير حسن إلى القاهرة فهو «لم يكن على صلة مباشرة قبلاً بالأسرة الصّغيرة الّتي نزحت من الجبل إلى مصر، وهو لم يكن قد رأى أسمهان، أو آمال الأطرش، إلاّ مرّة واحدة، وعندما كانت في السّادسة من عمرها».. وإنّما جاء وهو متأثّر جدّاً «بما سمعه وهو في الجبل بعد انتهاء دراسته، من أنّ إحدى بنات العائلة قد أصبحت مغنّية في مصر، ولهذا، كان في تصميمه أن يمنعها من الغناء إمّا بالحسنى أو بالقوّة».. وكان شقيقها الأكبر فؤاد «يعرف أيّ خرق خطير لتقاليد العائلة أن تقف إحدى بناتها على المسرح.. وتغنّي».. غير أنّ الأمير حسن.. ومنذ اللّحظة الّتي رأى فيها أسمهان «غيّر من طبيعة المهمّة الّتي جاء من أجلها، فهو لم يعد يريد أن ينهى ابنة العائلة عن الغناء سواء بالحسنى أم بالقوّة، وإنّما يريد شيئاً آخر.. إنّ الفتاة الّتي رآها أمامه قد أثارت مشاعره.. إنّ قلبه خفق بالحبّ لها من النّظرة الأولى.. ومن هنا، فهو الآن لن يطلب منها التّوقّف عن الغناء حفاظاً فقط على تقاليد العائلة، وإنّما أيضاً لأنّه يريدها أن تكون شريكة لحياته»..

******

ففي مثل يومه 10 غشت.. من عام 1978.. صدر العدد 821 من مجلّة «الموعد»..
وفي باب «أيّام وليالي» نقرأ أنّ فؤاد الأطرش «نفى بشدّة الإشاعة الّتي تردّدت في بعض مجتمعات القاهرة الفنّيّة، والّتي زعمت بأنّه يحصل على إيجار سنويّ قدره سبعة آلاف جنيه مقابل السّماح بوضع اسم شقيقه الرّاحل الموسيقار فريد الأطرش على المسرح الذّي أقيم في حديقة معهد الموسيقى العربيّة في القاهرة»..
وفي باب «شارع النّجوم».. تطالعنا الحلقة الخامسة من سلسلة المقالات الّتي كتبها صاحب «الموعد».. الرّاحل محمّد بديع سربيه.. بمناسبة الذّكرى الرّابعة والثّلاثين لرحيل أسمهان.. تحت عنوان «قصّة لا تنسى».. وكانت هذه الحلقة بعنوان «وجاء الأمير حسن.. وعاد غاضباً على أسمهان!»..
ومن أجل الذّكرى.. تعالوا نستمتع برائعة «رجعت لك يا حبيبي».. من كلمات الشّاعر الغنائيّ الكبير يوسف بدروس.. وألحان موسيقار الأزمان الخالد فريد الأطرش.. الّذي لحّن هذه الأغنيّة لشقيقته.. عام 1941.. لتعبّر لابن عمّها وزوجها الأمير حسن الأطرش عن شوقها للعودة إليه..

ملحوظة: لقد اعتمدت في تأريخ أغنيّة «رجعت لك يا حبيبي» على ما ورد في برنامج «حياة وفنّ أسمهان» للدّكتور سعد الله آغا القلعة.. وكما يظهر ذلك في تذييل ڤيديو الأغنيّة.. فأفادت الباحثة الأكاديميّة الدّكتورة رينه Renee Hage صاحبة كتاب «حبيب العمر» بأنّ الأغنيّة من ألحان عام 1937 لا 1941.. وبعد ملاحظتها عدت أبحث فوجدت بأنّها فعلاً من أغاني عام 1937.. وقد ورد ذكرها في مجلّة «الراديو المصري» في عدد 38 أغسطس 1937.. وعليه وجب شكر الدّكتورة رينه على إفادتها الجميلة!..

روابط مباشرة:

http://www.m5zn.com/newuploads/2016/08/10/jpg//c4cd52d5cc606d9.jpg
http://www.m5zn.com/newuploads/2016/08/10/jpg//6236f24fdb7e98e.jpg
http://www.m5zn.com/newuploads/2016/08/10/jpg//b010b2ba3322191.jpg
http://www.m5zn.com/newuploads/2016/08/10/jpg//2526bf05ac0999e.jpg
https://www.youtube.com/watch?v=TFICgnUnLA4
أسمهان.. والأمير حسن! C4cd52d5cc606d9

عدد المساهمات : 193 تاريخ التسجيل : 04/09/2015

» من قتل أسمهان؟!
» «غريمة».. أسمهان!
» أسمهان.. في «لمسات»!
» هكذا مضت أسمهان!
» في ذكرى أسمهان!